مهارات القيادة الادارية - الفصل الثالث : عمل الفريق

إن من أهم خصائص المسؤول - القدوة خلق بيئة صحيحة لعمل الفريق الذي من شأنه المساعدة في إنجاح تنفيذ المشاريع في الشؤون الحزبية المختلفة. وما نقصد بعمل الفريق هو الإرتقاء من مفهوم عمل المجموعة كأفراد الى مفهوم عمل الأفراد كمجموعة لتحقيق النتائج المثلى. إن مبدأ عمل الفريق يتحقق اذا كانت نتائج عمل الفريق أكبر من نتائج العمل الفردي للأفراد الذين يُكوَنون الفريق. أي اذا كانت قدرة كل فرد هي وحدة عمل ويتألف الفريق من خمسة أفراد قد تأتي النتائج أصغر او يساوي أو أكبر من خمسة وحدات عمل. فإذا أتت النتائج أكبر من خمسة وحدات عمل هذا يعني أن الزيادة أتت من القوة الاضافية الناتجة من فعالية التأزر والانسجام بين الأفراد مما يدل على تكون مفهوم فريق العمل. كما أن لمفهوم فريق العمل إيجابيات أخرى وهي تعزيز العمل المؤسساتي والإرتقاء من مفهوم القيادة الرمزية الى القيادة بالمشاركة وتحمل المسؤوليات.

ولكن هناك اثنين من العوامل الحاسمة في بناء فريق عالي الأداء.

العامل الأول هو تنوع المهارات والشخصيات وحق الاختلاف والتنوع، فعندما يستخدم أعضاء الفريق قوتهم بالكامل يمكنهم أن يكملوا بتوازن بعضهم بعضا ويعوضوا ضعف بعضهم بعضا.
العامل الحاسم الثاني توحيد جميع جهود فريق العمل باتجاه نفس الأهداف. وهذا يعتمد اعتماداٌ كبيرا على حسن التواصل في الفريق والتآزر والوئام في العلاقات بين أعضاء الفريق.

نادراً ما يحصد فريق العمل النجاح في المهام الموكلة دون بناء جهود وأنشطة مركزة. ويقع عمل الفريق في النزاعات عندما يبدأ بعض الأشخاص ذوي الشخصيات المماثلة الصراع من أجل السلطة والهيمنة في مناطق معينة من الخبرة. حتى لو كانت أهداف الفريق واضحة ومقبولة من الجميع، قد لا يكون هناك التزام بأهداف الفريق أو توافق في الآراء بشأن السبل الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف. ولهذا السبب يحتاج كل فريق الى مسؤول - قدوة جيد قادر على التعامل مع جميع المسائل وتقليص مساحة النزاعات. فالمسؤول - القدوة هو من يعمل على التأكد من أن أهداف الفريق واضحة تماما، وأن تحقيق هذه الأهداف مرتبط بالالتزام بخطة عمل تحدد الصلاحيات والواجبات بشكل واضح.

وعلى المسؤول - القدوة التأكد من أن هناك وضوح كامل لدى أعضاء الفريق عن "من هو المسؤول عن ماذا" لتجنب تداخل السلطة. على سبيل المثال، إذا كان هناك خطر أن إثنين من أعضاء الفريق سوف يتنافسون على السيطرة في منطقة معينة، على المسؤول - القدوة تقسيم هذه المنطقة إلى جزأين وإعطاء كل عنصر تحكم أكثر إكتمالا في واحدة من تلك الأجزاء.

كما على المسؤول - القدوة أن يعي المراحل التي يمر بها تشكيل الفريق وأن يكون لديه الخبرة وبعد النظر في التمييز بين النزاعات الآنية التي تنشأ من عملية تشكيل الفريق والنزاعات الدائمة التي تنتج عن سوء الإدارة. فالنزاعات الآنية هي حتمية ناتجة عن جمع أشخاص ذات طباع مختلفة في فريق واحد تعصف بهم الافكار لتتركز في علاقات إيجابية متينة. اما النزاعات الدائمة فهي تنتج عن عدم قدرة قائد الفريق إيجاد المساحات الفردية وفصل الصلاحيات فيبقى أعضاء الفريق أفرادا غير منسجمين وتطغى المصلحة الفردية على مصلحة تحقيق الاهداف العامة.

ولفهم المراحل التي يمر بها تشكيل الفريق يجب على المسؤول - القدوة تفهم الاشكاليات التي ترافق عملية تشكيل الفريق من المرحلة التشكيلية الى العاصفة الى التثبيتية وأخيرا الى المرحلة الإبداعية.

المرحلة التشكيلية : أي المرحلة التي يسمى بها أعضاء الفريق وتوضع الأهداف المقرة له. وعند تشكيل الفريق يبدأ أعضاؤه طرح أسئلة تتعلق بانتمائهم لهذا الفريق منها :
- هل أريد أن أكون جزءا من هذا الفريق؟
- ما هو الثمن الذي سأدفعه للانضمام لهذه الفريق؟
- من هو القائد؟
- هل القائد كفؤ؟

وهذه الأسئلة تأتي نتيجة تسمية الأعضاء لهذا الفريق وليس نتيجة تطوعهم له ولهذا نجد أن فريق العمل الذي تشكل نتيجة تطوع أعضائه تتخطى هذه المرحلة الى المرحلة العاصفة مباشرة. وعلى المسؤول - القدوة تفهم هذه الأسئلة والعمل على شرح أهمية الأهداف التي أنشأ من أجلها هذا الفريق للمساعدة في تخطي هذه الأسئلة.

المرحلة العاصفة : وهي المرحلة التي ينتقل منها عضو الفريق من الأسئلة التي تتعلق بعلاقته مع الفريق ككل الى الأسئلة التي تتعلق بعلاقته بالأعضاء الاخرين ويبدأ البحث عن مساحته ومدى سيطرته او سيطرة الاخرين عليه فتصبح أسئلته :
- كيف سأجد استقلاليتي؟
- ما هي قدرتي على السيطرة على الاخرين؟
- ماهي قدرة الاخرين في السيطرة علي؟
- من يدعمني ومن أدعم؟
- ما هو مدى تاثيري في هذا الفريق؟
لتخطي هذه المرحلة على المسؤول - القدوة العمل على خلق المساحات الفردية وفصل الصلاحيات وتحديد الادوار والتشديد على أهميتها في إنتاج الفريق العام وعلاقته بالأهداف المراد تحقيقها.

المرحلة التثبيتية : وهي المرحلة التي تثبت نجاح عمل الفريق حيث يتخطى فيها عضو الفريق مفهوم الانتماء ومفهوم العلاقة الداعمة مع الاعضاء الأخرين ويبدأ التفكير في كيفية إنجاح الفريق في عمله بشكل إيجابي منافس مع الفرقاء الأخرين فيطرح الأسئلة التالية :
– هل سننجح كمجموعة؟
– كيف نقاس بالنسبة للمجموعات الاخرى؟
– كيف أدعم عمل الأخرين دون التدخل في صلاحياتهم؟

أن نتائج هذه المرحلة مرضية ولكن يجب على المسؤول - القدوة أن لا يتوقف عندها بل عليه العمل على رفع مستوى العمل الى حد الإبداع للخروج من الروتين التقليدي.

المرحلة الابداعية : وهي المرحلة التي يتوخاها كل مسؤول - قدوة حيث تنتقل النجاحات من طابعها المحدود الى الطابع المبدع حيث يعمل أعضاء الفريق مجتمعين لأضافة عامل الابداع على النتائج المحققة، فالإنسجام والتآزر والتواصل في أعلى المستويات وبالتالي تأتي النتائج باهرة.
– تعريف مكامن قوة الانسجام في المجموعة
– التواصل مفتوح ودائم
– مشاركة الخبرات وتدعيمها
– الانخراط والمشاركة

أن نجاحات وفعالية العمل التنفيذي تأتي من إنسجام عمل الفريق ويأتي فشله وضعفه من تضارب عمل أفراده لذا على المسؤول - القدوة الإلتزام بمبدأ عمل الفريق والنحو في عمله الى رفع مستوى الفريق الى المرحلة الإبداعية التي تحقق في صراع الأمم مبدأ التفوق وتحقيق الأهداف العليا.

الأستاذ/ فهد بن عبدالله الصويغ